إِنّا نَحْن نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ

إِنّا نَحْن نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ
كلمة ذكر وكلمة الذكر وردتا في القران الكريم في أكثر من أية قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىَ وَهَارُونَ
الْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْراً لّلْمُتّقِينَ) وقال تعالى: (أَوَ عَجِبْتُمْ
أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مّن رّبّكُمْ عَلَىَ رَجُلٍ مّنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ
وَلِتَتّقُواْ وَلَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ فَكَذّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالّذِينَ
مـَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنـَا الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِنَآ إِنّهُمْ
كـَانُواْ قَوْماً عَمِينَ) قال تعالى: (قَالُواْ سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي
لَنَآ أَن نّتّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ وَلَـَكِن مّتّعْتَهُمْ
وَآبَآءَهُمْ حَتّىَ نَسُواْ الذّكْرَ وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً)
ووصف الله تبارك وتعالى لمن سبق من الأقوام بأنهم هم أهل الذكر قال تعالى:
(وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاّ رِجَالاً نّوحِيَ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ
أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ)0كل ما انزله الله تبارك وتعالى على
الأنبياء فهو( ذكر)وليس ما ذهب إليه البعض إن الذكر هو فقط القران الكريم قال تعالى: (إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ
وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
تشمل كل الكتب السماوية وكل ما أوحى الله تعالى للأنبياء وهناك العديد من
الآيات التي تؤكد على وجود الكتب السابقة قال تعالى: (قُلْ يَـَأَهْلَ الْكِتَابِ
لَسْتُمْ عَلَىَ شَيْءٍ حَتّىَ تُقِيمُواْ التّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَآ
أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مّن رّبّكُمْ ) قال تعالى: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ
بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ
فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) *قال رسول الله صلي الله علية وسلم ( إنما سمي
بالمهدي لأنه يهدى إلى أمر خفي يستخرج التوراة والإنجيل وأسفار الأنبياء ) رواه
أبو نعيم في الفتن وغيره *وأخرج أبو نعيم
(( المهدي يبعث بقتال الروم, يعطي فقه عشرة, يستخرج تابوت السكينة من غار
بأنطاكية , فيه التوراة التي أنزل الله تعالى على موسى u ,
والإنجيل الذي أنزل الله عز وجل على عيسى u , يحكم
بين أهل التوراة بتوراتهم , وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ))
وقال الإمام علي ابن أبي طالب باب مدينة علم رسول الله صلي الله علية وسلم
( لو طويت لي الأرض لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل
القرآن بقرانهم ) فان لم تكن هذه الكتب موجودة فكيف يأمر الله تبارك وتعالى العمل
بها؟

خصائص القرآ ن الكريم
( 1 ) لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ
وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
لابد وان نفرق بين الحفظ بدون
التحريف وبين الحفظ مع وجود التحريف إن الحفظ بدون التحريف يتضح في قوله تعالى(لاّ
يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ
يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ
تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)وهذه الخاصية فقط للقران الكريم0فالباطل الذي دخل
على الكتب السابقة لا ينفى الحفظ
( 2 )(وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ)
وقد أورد الله تعالى في القران
الكريم العديد من الآيات التي تزهق الباطل الذي ورد بالكتب السابقة واستحق القران الكريم
إن يكون كتابا مهيمنا على الكتب السابقة.
( 3 ) القران الكريم هو كلام الله لفظا ومعنى من الله
الدلائل على هذا القول من آيات
التحدي التي وردت في القرآن الكريم قال
تعالى: (قُل لّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ
وَالْجِنّ عَلَىَ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ
بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) وقوله تعالي (أفلا
َيتدَبرون الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ
اخْتِلاَفاً كَثِيراً)* قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ
سُوَرٍ مّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ِقال تعالى: (وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مّمّا نَزّلْنَا
عَلَىَ عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مّن مّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مّن
دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) قال تعالى: (وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ
مّمّا نَزّلْنَا عَلَىَ عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مّن مّثْلِهِ وَادْعُواْ
شُهَدَآءَكُم مّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) *
فلو كانت الكتب السابقة كلام
الله لفظا ومعني لتشابهت الكتب مع القرآن الكريم وأتوا به ! أفلا تعقلون 0
( 4 ) ومن الدلائل أيضا إن جاء
ذكر القران الكريم بلفظ (آيات)قال تعالى: (الَر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِين )
وجاء بمزامير داود عليه الصلاة
والسلام بالمزمور 62/14 قوله( مرة واحدة تكلم الرب وهاتين الآيتين سمعت إن العزة
لله ولك الرحمة يا رب) !!
( 5 ) قال تعالى: (اللّهُ
نَزّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً ) *
وجاء وصف الكتب السابقة ( ذكر, وهدى, وضياء,
وفرقان , ونور، وموعظة)
(6) ( افلا يتدبرون القران)
عندما تكلم الله تعالي عن القران
فقال ( افلا يتدبرون القران) وعندما تكلم عن الكتب السابقة فقال (أَن تَقُولُوَاْ
إِنّمَآ أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىَ طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنّا عَن
دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ) فللقران التدبر وللكتب السابقة الدراسة افلا
تعقلون ام لاتفهمون!!
الإنجيل المقدس هل هو كلام الله
معني ولفظا من الله ؟ ؟ أم هو كلام الله معني ولفظا من المسيح ؟!
إن السواد الأعظم من المسلمين
يؤمن فقط بأسماء الكتب السابقة بأسمائها ! انه كان في الزمن الماضي البعيد كتب
سماوية نزلت علي الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام وانقسموا إلي أربعة مجموعات
المجموعة الأولي قالت إن هذه
الكتب رفعت ولم يعد منها شيئا إلا (حكاوي
وقصص ) ! وهذا الرأي يتعارض مع قوله تعالي ( قل يا أهل الكتاب لستم علي شئ حتى
تقيموا التوراة والإنجيل) وقوله تعالي ( وليحكم أهل الإنجيل بما انزل الله فيه )
والسؤال كيف يأمر الله بإقامتها والحكم بها وهو قد رفعها علي حد قولهم المجموعة
الثانية قالت إن كل هذه الكتب قد نسخت جميعها وقد نسخها القران الكريم ! وهذا أيضا يتعارض مع القران الكريم في
الآيتين السابقتين فان كانت قد نسخت فلما يأمر بإقامتها والحكم بها !!
المجموعة الثالثة وهي التي أسرفت في الغلو بالتحريف فقالوا
جميعها محرفة !! وهذا يتعارض مع قوله تعالي ( ومصدقا لما بين يديه من التوراة
والإنجيل ) في أكثر من أية في القران الكريم !!
المجموعة الرابعة قالت لا
نصدقهم ولا نكذبهم !!
وكثيرا من الناس يؤمنون بان
الكتب السابقة مثل القران الكريم كلام
الله معني ولفظا من الله وبالتالي إن ما
هو موجود حاليا مع النصاري واليهود ليس بكتاب سماوي !! ولا نؤمن به !! لأنه ليس كلام الله
دلائل من القران علي ان الانجيل
وحيا من الله ولفظا من المسيح
(1) قال الله تعالي مادحا القران
(أحسن الحديث كتابا) إي له صفة تفوق بها ليكون أحسن الحديث فلو كان الإنجيل مثل
القران ما استثني الله القران بوصفه أحسن الحديث كتابا
(2) قال تعالي أيضا مادحا القران
(قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي إن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان
بعضهم لبعض ظهيرا ) فلو كان الإنجيل آيات مثل القران لأتوا به ولكن هيهات هيهات إن
يكون كتابا مثل القران قد نزل يقول شيخنا وإمامي الشيخ علي الراجي ابن عرقان في
بردته في مدحه للقران الكريم فقال
لن يستطيعوا وقد كانوا علي قدم ..من
الفصاحة إن باتوا بمحتكم
لو كان ذا ممكنا وقتهــوا
لا ..وجدوا مثله في الحكم والحكم
(3) القران الكريم الكتاب الوحيد
الذي وصفه الله بالآيات !!! والآية من الله ولم تعطي هذه الصفة لأي كتاب أخر غير
القران قال تعالى: (الَر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ)
(4)قال تعالى: (آمَنَ الرّسُولُ
بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ
وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ
وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
انظر إلي الآية جيدة الآية شملت (كتبه /رسله ) لماذا جاء إيمان (لا نفرق بين أحدا
من رسله ) ؟؟ولم تأتي ( لا نفرق بين احد من رسله وكتبه ) ؟!لان الكتب مختلفة لا
تتساوي فهي كلها من عند الله لاشك في ذلك لكن هناك اللفظ والمعني من الله وهناك
المعني من الله واللفظ من النبي
دلائل من الإنجيل علي انه وحيا
من الله ولفظا من المسيح
(1) قول المسيح عليه الصلاة
والسلام (تسقط السماء والأرض ولا يسقط حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس أو من
(كـلامــــي )!!!(2) قول المسيح علية الصلاة والسلام (لو كنتم صدقتم كتب موسي
لكنتم صدقتم (كــلامــي)!!
(3) قال المسيح عليه الصلاة
والسلام (من اجل هذا أكـــــــــلمكم بأمثال لأنه أعطي لكم إن تعرفوا إسرار ملكوت
الله وإما أولئك فلم يعط)!!!
(4)وهذا النص الواضح الذي جاء
بإنجيل القديس برنابا الإصحاح العاشر (( قدم الملاك جبرائيل كتابا كأنه مرآة برقة
فنزل على قلب يسوع الذي قال عرفت به ما هو فعل الله وما هو قول الله وما يريد الله
وكل نبي وكل نبوءة وكل ما أقوله إنما جاء من ذلك الكتاب.)
(5) إنجيل يوحنا الإصحاح 3 (الحق
الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم و نشهد بما رأينا و لستم تقبلون شهادتنا*
12 إن كنت قلت لكم الأرضيات و لستم تؤمنون
فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات*
(5) (الحق الحق أقول لكم إن من
يسمع كلامي و يؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية و لا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل
من الموت إلى الحياة*)
يتضح مما ذكر إن كل الألفاظ التي
وردت من أقوال المسيح عليه الصلاة والسلام تفيد بان الإنجيل معني من الله ولفظا من
المسيح
(6) عندما تكلم الله تبارك
وتعالي عن القران فقال ( أفلا يتدبرون القران) وعندما تكلم عن الكتب السابقة فقال
(أَن تَقُولُوَاْ إِنّمَآ أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىَ طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا
وَإِن كُنّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ) فالتدبر للقران إما للكتب السابقة
الدراسة
(7) دليلا اخر علي ان الانجيل المقدس هو من الله وحيا ومن المسيح
لفطا (أوحى الله إلى عيسى ابن مريم في
الإنجيل أن قل للملإ من بني إسرائيل أن من صام لمرضاتي أصححت له جسمه وأعظمت له
أجره ) الديلمى ، والرافعي عن أبى الدر داء 0

أسماء القران الكريم في الكتب السابقة
(1) ناموس الرب
فقد جاء في زابور داود علية
الصلاة والسلام المسمى عند أهل الكتاب (بالمزامير) وكلمة مزامير معناها التسبيح والابتهالات ففي المزمور الأول
( .. طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار و في طريق الخطاة لم يقف و في مجلس
المستهزئين لم يجلس 0 لكن في ناموس الرب مسرته و في ناموسه يلهج نهارا و ليلا 0
قال تعالى: (بِلِسَانٍ عَرَبِيّ
مّبِينٍ) * (وَإِنّهُ لَفِي زُبُرِ الأوّلِينَ) *
وجاء مديح داود علية الصلاة
والسلام للقرآن الكريم ( ناموس الرب) بالمزمور 19/7 فقال ( ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب
صادقة تصير الجاهل حكيما 0 وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب أمر الرب طاهر ينير
العينين 0خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد
إحكام الرب حق عادلة كلها 0 أشهى من الذهب و الإبريز الكثير و احلي من العسل و قطر
الشهاد أيضا عبدك يحذر بها و في حفظها
ثواب عظيم )
(2) السفر المختوم
كلام السفر المختوم قالها اشعياء
النبي علية الصلاة والسلام في سفره الإصحاح 29 ( توانوا و ابهتوا تلذذوا و اعموا
قد سكروا و ليس من الخمر ترنحوا و ليس من المسكر* لان الرب قد سكب عليكم روح سبات
و أغمض عيونكم الأنبياء و رؤساؤكم الناظرون غطاهم* و صارت لكم رؤيا الكل مثل كلام
السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين اقرأ هذا فيقول لا استطيع لأنه
مختوم* أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة و يقال له اقرأ هذا فيقول لا اعرف
الكتابة )
( 3 )الكلمات المخفية ومختومة
جاء بإسفار الأنبياء سفر النبي
دانيال علية الصلاة والسلام أوحي الرب قائلا ( أذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفيه
ومختومة إلي وقت النهاية) الإصحاح 12/9 .