ما معني سجود ابليس والملائكة

سجود الملائكة
السؤال المطروح الآن من النصارى يقولون ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )) أن كان الأمر موجه للملائكة للسجود ولم يكن موجه لإبليس فلما يطرد ويلعن ؟ أهل هو من الملائكة؟! َ(( قالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)) هل كان محقا في رده ؟ وان كان محقا فلما ينال جزاء الطرد واللعنة ؟!
القحطاني القحطاني :
أولا يجب أن نتعرف أولا عي حقيقة وهي قبل الإنسان علي الأرض كان هناك مخلوقا أخر خلق بخلاف طريقة خلق الإنسان سمي (الجن) ويؤكد ذلك المعني الذي ورد برد الملائكة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء }ومن هنا يتأكد وجود مخلوقا قبل الإنسان فسد في الأرض وسفك الدماء بالرغم من أنهم آتتهم رسلهم {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا) ومن هنا يتضح إن المخلوق الذي كان قبل الإنسان في الأرض لهم رسولا من نفس خلقتهم مجازيا نسميه عهد قديم !! وعندما أراد الله تعالي أن يجعل خليفة في الأرض من خلقه أخري (الطين) وبداية عهدا جديدا مجازيا كما قلنا لابد وان تكون رسلهم من نفس الخلقة الطينية وهنا يلزم إبليس إن يتبع النبي أو الرسول الذي جاء من خلقة الطين وهذا ما رفضه إبليس أن يكون (ساجدا) أي مطيعا للرسول أو النبي المخلوق من الطين
نأتي لسجود الملائكة أولا لابد وان تعلم أن الخطاب الإلهي موجه ليس لكل الملائكة جمعا بل كان الأمر لفئة بعينها من الملائكة للقيام بالمهمة التي كانت موكله لهم من قبل لمراقبة مخلوق العهد القديم (الجن) وتعرفت علي ما حدث منه من قتل وسفك للدماء وهم علي سبيل المثال لا الحصر (رقيب وعتيد) اللذان جاء ذكرهما بالقران وجاء ذكرهم بالجمع في قوله تعالي (( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ )) والمعقبات هي الملائكة التي تتعاقب علي مراقبة الإنسان في الحياة الدنيا ومما يوضح المعني {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ } وهنا لفظ كلمة العالين يمكن أن تؤل إلي الملائكة العالين الذين لم يؤمروا بالسجود لأدم وهذا هو الأصح ويمكن أن تؤل إلي إبليس نفسه أن يكون من العالين أي من المستكبرين ومن هنا نفهم الخطاب الذي ورد بالقران ((قَالَ أنظرني إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ*قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ))